كيف تصنع 100 ألف معارض في 60 يوما؟



يكاد يكون الشيخ فهد اليوسف الصباح فاشلًا في كل المهام الموكلة إليه، فالرجل الذي يحمل حقيبتي الدفاع والداخلية، ويشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، ويرأس اللجنة التي تسحب جناسي آلاف المواطنين والمواطنات أسبوعياً، خلق جدلاً مجتمعيا حين قرر تطبيق البصمة البيومترية، كما سجل فشلا ذريعا في إقناع المواطنين في أن ما يقوم به هو من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وكشف المزورين والمتلاعبين بالجنسية الكويتية.

بل على العكس من ذلك فإن طريقة إدارته لهذا الملف الحساس تسبب بغضب بدأ يتصاعد بشكل مخيف في أوساط المواطنين، وتكاد الدولة تذهب إلى المجهول بسبب إصراره على سحب الجناسي دون وجه حق من كويتيات المادة الثامنة وكويتيو المادة الخامسة وغيرهم، بل إن شكوكًا منطقية بدأت تثار حول سحب الجناسي في قضايا الغش والتزوير المزعومة، بسبب غياب الشفافية وفقدان الثقة في هذه اللجنة التي لا تبدو أنها تعلم ما تفعل سوى القيام بإعدامات معنوية جماعية لآلاف المواطنين بشكل أسبوعي.

لكن من هو فهد اليوسف وكيف جاء إلى الحياة السياسية؟

قبل أقل من عام لم يسمع الكويتيون في أغلبيتهم الساحقة بفهد اليوسف، لم يكن الرجل من الشخصيات البارزة في مواقع قيادية، كما لم تكن له أي أدوار اجتماعية أو حضور في المحافل العامة والخاصة بشكل عام، وربما الشيء الوحيد الذي قد يعرفه عنه البعض هو قيادته للسيارة التي أقلت الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد خلال مغادرته البلاد إبان الغزو العراقي الغاشم، حيث رافقه طوال فترة إقامته في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

سجل اليوسف دخوله للحياة السياسية مع تعيينه وزيرًا في حكومة محمد صباح السالم (يناير 2024)، وهنا بدأ الناس يتعرفون للشخص الذي سيكون خلال فترة وجيزة الآمر الناهي في البلاد، ورئيس الحكومة الفعلي دون أن يترأسها بشكل رسمي.

مع حل البرلمان والدعوة للانتخابات في أبريل 2024 استقال محمد صباح السالم من منصبه بحكم الانتخابات، واعتذر لاحقا من تشكيل الحكومة، ليقع الاختيار على أحمد العبدالله رئيسا للحكومة.

ومع حل المجلس وتعليق الدستور، عاد اليوسف لحكومة العبدالله نائبا أول للرئيس ووزيرا للداخلية والدفاع، ومن خلال أسلوب إدارته للبصمة البيومترية ولاحقا قضية سحب الجناسي وما بينهما من قضايا صغيرة أو كبيرة، اكتشف معظم الناس أن هذا الرجل لا يحترم الدستور ولا قوانين الدولة، وأنه استغل غياب المجلس القسري للقيام بما يريد بحكم الأمر الواقع، بل ذهب عدد من النواب في المجلس المنحل في جلسات خاصة للقول أن اليوسف لو كان في أي حكومة في ظل وجود المجلس لما بقي أكثر من شهر في منصبه، واضطر للاستقالة أو طرحت به الثقة.

حسنا، الرجل لا يمتلك أي مؤهلات لشغل مناصب سياسية، بل إن الرجل الموكل له حفظ أمن البلاد والعباد، بات يعرّض الكويت إلى عدم استقرار سياسي واجتماعي ذو ارتدادات أمنية واقتصادية على المستويين القريب والبعيد، بل إن طريقة تعاطيه مع هذا الملف الحساس بات يضع علامات استفهام على مستقبل الحكم في الكويت.

يدير فهد اليوسف ملف الجنسية وكأنه يسابق الزمن لخلق المزيد من المعارضين للحكم والأسرة، ولو شرحت لشخص يعيش في القطب المتجمد ولم يسمع من قبل باسم الكويت ونظامها السياسي لقال لك إن ما يقوم به هذا الشخص يهدف إلى هدم أركان النظام وصولاً إلى إسقاطه.

حتى الآن اسقطت الجنسية بشكل ظالم عن حوالي 10 آلاف امرأة، وبحساب 4 أفراد للأسرة الواحدة، والكلام المتواتر عن وجود ما لا يقل عن 30 ألف سيدة كويتية من كويتيات المادة الثامنة، نستطيع القول أن اليوسف قد ينجح في شيء واحد فقط. أن يصنع 100 ألف معارض له وللحكومة - وربما أبعد من ذلك - خلال فترة قياسية لن تتجاوز الـ 60 يوماً. مبروك معالي الوزير لقد نجحت في المهمة!


وللحديث تتمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لجنة التظلمات تباشر أعمالها… ما العمل؟

الوزير اليوسف يكذب عليكم: جوازات كويتيات المادة الثامنة الزرقاء هي نفسها جوازات المادة 17