صالح الملا… الرجل الذي قال لا
يحسب لصالح الملا جرأته التي لا يمكن تجاوزها من خصومه قبل أصدقائه وحلفائه، فالرجل الذي ترك الكرسي الأخضر ورفض المشاركة في الانتخابات بنظام الصوت الواحد، بقي وحيدًا بعد أن قرر معظم المقاطعين (إن لم نقل كلهم) العودة إلى المجلس ومحاولة إصلاح الأمور "من الداخل".
وعلى مر كل هذه السنين لم يغير الملا من مواقفه قيد أنملة، لا في الشأن الداخلي ولا في القضايا الإقليمية والدولية وفي قلبها قضية فلسطين. مسطرته واحدة، صلب في التعبير عن موقفه وإن كلّفه الأصدقاء أو عرّضه لتبعات قانونية من قبل السلطات.
الملا الشاب، لم يعاصر حقبة الثمانينات سياسيا نظرا لصغر سنه، ولم يعش فترة تغوّل الأجهزة الأمنية، وحل المجالس مع كل ما رافقتها تلك الحقبة من تأزيم، وعلى الرغم من أجواء الترهيب التي خلقها تعليق الدستور في 2024 لكن ذلك لم يعني له شيئا، ولما زادت حدة القمع مع مجزرة سحب الجناسي بالآلاف من المواطنات ظلما، لم يعن ذلك له شيئا. بل استمر في التعبير عن رأيه بكل جرأة وشجاعة. كثر التحريض عليه من الذباب الكويتي الذي بتنا نشاهده بكثرة، لكن ذلك أيضاً لم يعن له شيئا. زادت التهديدات فاستمر في التعبير عن رأيه بمنتهى الشجاعة غير آبه لأجواء التهديد والوعيد، عاملا بنظرية جريئة هي الأخرى تقول "لا تطالب بحريتك بل مارسها"، كيف لا وهو يرى قدوته في العمل السياسي العم أحمد الخطيب، أحد أهم رجالات الكويت الجريئة والشجاعة والمبدئية في تاريخ الكويت الحديث.
في السابق حاول مازن الجراح تشويه سمعة صالح الملا وتهديده بشتى الطرق بغرض ثنيه عن آرائه أو إسكاته، لكن الرجل الذي كان يبدو قويا، لا يمكن لأحد أن يمس منه شعرة، انتهى به المطاف في السجن مدانا بتلقي الرشاوى والاستيلاء على الأموال دون وجه حق، واليوم يحاول اليوسف القيام بما قام به الجراح سابقا وكأني أرى نهاية اليوسف مشابهة لنهاية ابن عمه، أما الثابت الوحيد فهو صالح الملا الذي كان وسيبقى يصرخ في ظل الصمت لا… فالمجد لمن قال لا.
وللحديث تتمة
تعليقات
إرسال تعليق