الوزير اليوسف يكذب عليكم: جوازات كويتيات المادة الثامنة الزرقاء هي نفسها جوازات المادة 17
لاحظت في النقاشات على "إكس" الكثير من سوء الفهم حول الجوازات الزرقاء التي من المزمع توفيرها لكويتيات المادة الثامنة اللاتي سحبت جناسيهن بشكل ظالم وغير قانوني. ولأن غالبية الناس ليسوا خبراء في أنواع وثائق السفر وأشكالها، صار لزاما توضيح بعض الأمور.
أولاً إن لفظ وثيقة سفر أو Travel Document تطلق على أي وثيقة صادرة من أي دولة، أو من الأمم المتحدة، وتخوّل صاحبها بالتنقل بين البلدان وهي تحوي على معلومات أساسية لحامله مثل الإسم، تاريخ الميلاد، مكان الميلاد، والجنسية إن وجدت، وفي معظم الحالات صورة له.
ويمكن للوثيقة أن تكون على شكل كتيّب صغير (مثل جوازات السفر التي نعرفها ونستخدمها)، أو على شكل بطاقة أو حتى ورقة، بشرط أن تكون صادرة من جهة ذات سيادة، يمكن لأي شخص التنقل تحت مظلتها ووفق قوانينها.
تمنح وثائق السفر للمواليد الجدد الذين ولدوا خارج دولهم، كما تمنح في الحالات الطارئة مثل فقدان الجواز بالخارج. في بعض الدول تمنح وثائق السفر لغير المواطنين من الذين لا يستطيعون لسبب أو لآخر إصدار أو تجديد جوازات سفرهم لدى بلدانهم الأصلية (مثل اللاجئين السياسيين)، كما تمنح دول مثل الكويت، قطر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين والسعودية وثائق سفر لعديمي الجنسية أو من يطلق عليهم اصطلاحاً (البدون)، وهم متواجدون بأعداد محدودة في هذه الدول الخليجية باستثناء الكويت التي لديها أعداد مهولة من عديمي الجنسية.
أما جواز السفر وهو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية Passport، فهو الخاص بمواطني الدولة التي تُصدر وثائق السفر، وهو إلى جانب كونة وثيقة سفر، يعتبر وثيقة هوية أيضًا، بمعنى أنه يعتبر حامله مواطنًا، يستفيد خلال تنقلاته من كل الاتفاقيات الخاصة بالتنقل التي أبرمتها بلاده مع الدول الأخرى (يمكن للكويتي التنقل بين دول الخليج باستخدام بطاقة الهوية (البطاقة المدنية) أو جواز السفر، دون قيود ولاشروط، يمكنه أيضاً زيارة معظم البلدان العربية والآسيوية وبعض الدول الأوروبية بما فيها المملكة المتحدة دون تأشيرة مسبقة، أو بتأشيرة تمنح في المطار، وهذه المميزات منحت للمواطن الكويتي بعد اتفاقيات عقدتها دولة الكويت مع هذه الدول.
فكما كذب عليكم اليوسف حين قال أن سحب الجنسية من المواطنات حسب المادة الثامنة سيكون لمن حصلت عليها بالغش والاحتيال ثم كذب عليكم حين قال أنها لن تسحب من المطلقة ذات الأبناء الكويتيين ثم كذب حين قال أن سحبها جاء لأنها افتقدت شرط المراسيم.
كذلك حين لوّح الوزير اليوسف بالجواز الأزرق في مؤتمره الصحفي، كان يكذب على الكويتيين. كذب حينها الوزير اليوسف على آلاف الكويتيات وعائلاتهن بعيون مفتوحة، وهو يعلم حق المعرفة أن لون جواز السفر لا قيمة له، طالما في خانة الجنسية لم يكتب لصاحبته أنها كويتية.
وعليه فإن هذه الجوازات المزمع إصدارها باللون الأزرق لكويتيات المادة الثامنة هي نسخة أخرى من جوازات المادة 17 ذات اللون الرمادي والتي كانت تمنح قبل وقت قصير فقط للكويتيين عديمي الجنسية (البدون)، ولن تستطيع حاملة هذا الجواز - بأي لون كان - من الاستفادة من أي مميزات خاصة بالكويتية، ولنا في الإماراتيين "أصحاب المراسيم" خير دليل وبرهان.
يكذب عليكم حين يقول أننا سننظر بالتظلم لتستعيدوا جنسياتكم. مع حكومة كهذه لن تعود.
مرة واحدة صدق فيها اليوسف حين قال أننا لا نريد المادة الثامنة بعد الآن.
وللحديث تتمة
تعليقات
إرسال تعليق